الأمر صعب، لكنه يستحق العناء

By Pablo Cristini (AR), April 5, 2013

في مقالته الثانية في اجتماع المائدة المستديرة، وصفني الكسندر فوريم بأنني أمثل “منظورا تقليدياً” نحو تحول المفاعلات البحثية من اليورانيوم عالي التخصيب إلى اليورانيوم منخفض التخصيب. وذكر أنه من هذا المنظور التقليدي يعتبر التحول” ممكناً عملياً على المستوى العالمي.” وتابع بأنه قد يكون صعباً إن لم يكن مستحيلاً  أن مفاعلات بحثية معينة ستعمل  بنفس الكفاءة التي كانت عليها قبل التحول ، في حال تحولها إلى اليورانيوم منخفض التخصيب. واقترح أنه ربما لا ينبغي محاولة إجراء التحول في مثل هذه الحالات.

أؤكد الآن، كما أكدت من قبل، أن كثيراً من الأنشطة التي تُنفذ في المفاعلات البحثية، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر إنتاج النظائر المشعة، يمكن إجراؤها بإتقان كامل بعد التحول إلى اليورانيوم منخفض التخصيب. لكني في واقع الأمر، أتفق مع فوريم أنه من غير المنطقي أن يتم إيقاف التطبيقات النووية المفيدة إذا لم يمكن تنفيذها، لأسباب فنية، بالكفاءة المطلوبة بعد التحول إلى اليورانيوم منخفض التخصيب. في بعض الحالات، يكون التحول إلى اليورانيوم منخفض التخصيب ببساطة مسار عمل غير معقول. في هذه الحالات، لا ينبغي التداخل مع الأنشطة النووية.

تشارلز بياني، في مقالته الذكية والفكاهية الأخيرة ، توسع في استخدم الاستعارة التي صور من خلالها التحول إلى اليورانيوم منخفض التخصيب كأنه فيل لا يمكن أكله إلا قطعة قطعة، رغم أن بعض أجزاء هذا الحيوان قد تكون غير صالحة للأكل. هذا يوضح حقيقة الأمر، لكني أود أن أذهب إلى أبعد من ذلك، وأقترح أن هذا الحيوان الذي سيؤكل ليس مجرد فيل، لكنه فيل ضخم على نحو استثنائي – وأن أجزاءً معينة من لحمه قد تسبب عسر هضم حاد. ورغم ذلك، فقد أُعدت الوجبة، لذا يجب على متناولي الطعام بذل قصارى جهدهم لتنظيف الأطباق. وعلى أقل تقدير يمكن أن يتطلعوا إلى تناول حلوى لذيذة — إشباع رغبة تخليص العالم، إلى أقصى حد ممكن، من الاستخدام المدني لليورانيوم عالي التخصيب.

العمل مستمر. كما أكد اجتماع المائدة المستديرة هذا، فإن اتخاذ قرار بكيف واين يتم التحول لليورانيوم منخفض التخصيب قد يكون عملاً شاقاً للغاية.  مع ذلك، يمكن  تذليل هذه الصعوبات من خلال التعاون الدولي، سواء كان في شكل اجتماعات للخبراء أو من خلال البرامج المعنية بالتقليل مثل مبادرة الحد من التهديد العالمي وبرنامج التخصيب المنخفض لمفاعلات الأبحاث والتجارب. أثبتت هذه الوسائل القوية أنها كافية تماما للتغلب على مجموعة من العقبات التقنية والمالية للتحول. بمرور الوقت، في اعتقادي،  فإن مثل هذه التفاعلات سوف تنتج توافقا في الآراء حول أي المنشآت النووية ينبغي تحولها إلى اليورانيوم منخفض التخصيب وأيها ينبغي السماح لها بالاستمرار في استخدام اليورانيوم عالي التخصيب. ومع ذلك، حيثما استمر استخدام اليورانيوم عالي التخصيب، يجب الحفاظ على التدابير الأمنية لمنع السرقة أو التحويل بأعلى المستويات التي يمكن تحقيقها.

في الوقت نفسه ، لا يزال الجدل حول التحول مستمرا. ولن يمكن إيجاد مقاربة مثالية للتحول، إذا تم تعريف “المثالية” بأنها تعني القضاء على جميع مخاطر الانتشار بينما يتم التغلب أيضا على جميع العقبات التقنية والمالية للتحول. وتظل فكرة بناء الوعي بفوائد التحول مشروعٌ مهمٌ ، ينبغي أن يستمر من خلال المبادرات والمؤتمرات الدولية المتعلقة بهذه المسألة، مثل هذه المائدة المستديرة.

سوف يحتاج التحول إلى عمل جاد، وسوف يتطلب تمويلا ووقتا، وفي النهاية، فإن بعض  المنشآت التي تستخدم اليورانيوم عالي التخصيب ربما تستمر في استخدامه. لكن قناعتي بأن الجهد الدولي نحو التحول إلى اليورانيوم منخفض التخصيب يستحق كل هذا الجهد.



 

Share: [addthis tool="addthis_inline_share_toolbox"]