The authoritative guide to ensuring science and technology make life on Earth better, not worse.

أسباب مثيرة للقلق

By Bharath Gopalaswamy: AR, July 24, 2015

شجعت نانسي جالاجر في مقالها الثاني "كل الاطراف [على الاعتراف] بأن بعض تجاربهم بالفضاء الخارجي ومشاريع الدفاع الصاروخي والجهود المبذولة للسيطرة على الفضاء كمشاعات عالمية تجعل الدول الأخرى تشعر بعدم الأمان". وأنا أتساءل هل للولايات المتحدة الحق في الشعور بعدم الأمان تجاه الأنشطة الفضائية للدول الأخرى. لكن يظل السؤال الأهم في هذه المائدة المستديرة هو: هل من المرجح أن تؤدي الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية إلى نشوب حرب نووية بغير قصد. أتفق أنا و وو تشونسي على أن الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية لا تزيد من خطر نشوب حرب نووية. لكن جالاجر ترى الأمور بشكل مختلف.

في الوقت الحاضر، تمنح الأصول الفضائية للجيش الأمريكي مزايا غير متكافئة ولا نظير لها في الحروب التقليدية. ومع ذلك، يخشى قادة الأمن الأمريكيون من أن القدرات المتنامية للصين المضادة للأقمار الصناعية سوف تزيد من تكاليف النزاع العسكري التقليدي في غرب المحيط الهادئ. وما من شك أن الصين تهدد بسد الفجوة الفضائية بينها وبين الولايات المتحدة. لكن الأدلة المتاحة تشير إلى أن الولايات المتحدة ستحافظ على تفوقها الفضائي لبعض الوقت— ويرجع ذلك جزئيا إلى تمتع واشنطن بوجود احتياطي في أصولها الفضائية والأرضية، والتي تكفي لتحييد تقدمات القدرات الصينية المضادة للأقمار الصناعية. لكن هل زيادة قدرات الصين المضادة للأقمار الصناعية، وضعف الهيمنة الأمريكية، سيؤدي إلى قيام الصين بسلوك عدواني والمزيد من عدم الاستقرار؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن تقدمات الصين في الفضاء تشكل تهديدا في الواقع. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهذه التقدمات تعتبر مسألة فيها نظر. لكن على أي حال، كما جادلت أنا و وو، فإن الدول التي تتعهد بعدم البدء في شن هجمات نووية (مثل الصين والهند) ليس لديها أي حافز لتطوير أسلحة مضادة للأقمار الصناعية من أجل مساعدتها في تنفيذ ضربات أولية.

وبالمناسبة، فإن سياسة الهند بعدم البدء باستخدام الأسلحة النووية لم تتغير كثيرا على مدى الـ15 عاما الماضية، ويبدو من غير المرجح أن تتغير في أي وقت قريب. كما لا يوجد أي دليل يشير إلى أن الهند تسعى لامتلاك أسلحة مضادة للأقمار الصناعية. لكن جالاجر قالت في مقالها الثاني إن الهند "تجري أبحاثا تتعلق بالقدرات المضادة للأقمار الصناعية في إطار برنامج الدفاع الصاروخي الباليستي". لكنها لم تقدم أي دليل لدعم ادعائها. وباعتراف الجميع، فإن التقنيات التي تشكل أساس الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية ودفاعات الصواريخ البالستية تشترك فيما بينها في بعض الأمور. لكن لا يوجد ما يشير إلى أن الهند تسعى لامتلاك أسلحة مضادة للأقمار الصناعية— باستثناء تصريحات قليلة لمسؤولين في الحكومة السابقة للتحالف التقدمي المتحد. على العكس من ذلك، يبدو مديرو السياسة الهندية مدركين للغاية للأخطار المحيطة بالأسلحة المدمرة في الفضاء.

أخيرا، أشارك كل من وو وجالاجر رغبتهما في إجراء حوار استراتيجي حول قضايا الفضاء لمعالجة مخاوف جميع الأطراف وإحباط أي سوء فهم محتمل. لكن أود أن أؤكد، جنبا إلى جنب مع وو، على أن دولا مثل الهند والصين سترحب بالحوار فقط في حال كانت القواعد والأطر التي يقوم عليها عادلة. وسيشارك على الأرجح مديرو السياسة الهندية، على وجه الخصوص، في الحوار المتعلق بالفضاء إذا كان الحوار سيعكس بصدق مخاوفهم الأمنية— كما سيوافقون على اتخاذ تدابير تكبح خيارات الهند في الفضاء إذا لم يتم منع الهند من تحقيق التكافؤ التقني مع دول أخرى.


Share: [addthis tool="addthis_inline_share_toolbox"]