The authoritative guide to ensuring science and technology make life on Earth better, not worse.
By Sunday Jonah (AR), June 21, 2012
أجمع المؤلفون في هذه المائدة المستديرة، علي الرغم من اختلاف أساليبهم في ذلك، علي أنه ينبغي إجراء تغييرات كبيرة في نظام حظر الانتشار العالمي، من أجل تحقيق الأهداف المنصوص عليها في معاهدة حظر الانتشار (NPT ). و يبدوأن تلك التغييرات قد غدا اجراءها ضرورياً ويرجع ذلك جزئيا الي ان العالم في السنوات الأخيرة قد شهد انتشاراً واسعاً للتقنيات، الأمر الذي سمح للعديد من الدول، بما في ذلك البلدان النامية، بالتطلع لامتلاك القدرة النووية. وقد أدى ذلك إلى إمكانية حدوث نهضة نووية عالمية – ولكنه أدي فى الوقت ذاته الي تجدد المخاوف بشأن انتشار الأسلحة النووية.
ولكن هناك سبب آخر يجعل نظام حظر الانتشار النووي يبدو في حاجة إلى إعادة صياغة وهو، كما سبق وقلت، أن الإرهاب النووي قد برز في السنوات الأخيرة باعتباره التهديد الأكبر للأمن. ويتناول السيد نعيم أحمد ساليك هذه المسألة مناقشاً وجهات نظري في مقاله الثالث حيث يقول أنه في بعض الأحيان تكون هناك مبالغة لخطر الإرهاب النووي لأسباب سياسية. ولكن حتى حتى لو كان هناك أحياناً بعض المبالغة لهذا التهديد، تظل هناك حقيقة أن مجموعات غير حكومية قد قدمت مراراً تصريحات حول نيتها المطلقة للحصول على أسلحة نووية .
و يقول السيد ساليك انه من غير المرجح أن يتمكن الارهابيون من الوصول إلى أسلحة نووية بسبب “الصعوبة التقنية لبناء جهاز قابل للاستخدام. ” لكن على الرغم من أنه قد يكون من الصعب على الجماعات الإرهابية بناء سلاح نووي متطور، فمن المؤكد أنه من المعقول أنهم قد يتمكنوا من بناء سلاح أولي. ولقد ذكر لويس الفاريز الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل في إحدي كتاباته أنه إذا امتلك الإرهابيون اليورانيوم المخصص لصنع السلاح ، فإن ” الفرصة أمامهم ستكون سانحة لانتاج انفجارذو مردود عالي وذلك ببساطة عن طريق إسقاط نصف المواد على النصف الآخر.” وما زلت أري أن الجزء الأكثر صعوبة لصنع القنبلة النووية هوالحصول على المواد الانشطارية، وبالتالي، فإن العامل الرئيس لمنع الإرهاب النووي هو التحكم في الوصول إلى مثل هذه المواد. وكما يقول المحلل الأمني جراهام أليسون، من جامعة هارفارد في إحدى كتاباته : “هناك حقيقة فيزيائية : إذا لم يوجد بلوتونيوم ويورانيوم عالي التخصيب، إذاً فلن يكون هناك انفجار الانشطار النووي و لا إرهاباً نووياً”
ومع ذلك، فإن بناء جهازاً نووياً ليس هو السبيل الوحيد للإرهاب النووي. فقد يحاول الإرهابيون أيضا تخريب أنظمة السلامة في المنشآت النووية من أجل خلق كارثة من نفس حجم تلك التي وقعت في محطة فوكوشيما دياتشي للقدرة النووية. إن تسليط الضوء على خطر الإرهاب النووي لا يعني الانخراط في وسيلة للتحايل السياسي، كما يشيرالسيد ساليك،بل علي العكس ، فإن الإرهاب النووي هو تهديد حقيقي يستحق الاهتمام الذي يحظى به حالياً من خلال سلسلة مؤتمرات القمة المعنية بالأمن النووي.
لقد اختلف السيد ساليك والسيد عادل محمد علي حول ما إذا كان ينبغي السماح للهند وباكستان وإسرائيل بالانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي باعتبارهم دول حائزة للأسلحة النووية. وسوف أشير فقط، وكما تبدو الأمور الآن، إلي أنه يبدو من غير المحتمل أن تنضم هذه البلدان باعتبارها دول غير حائزة للأسلحة النووية. ومن بين العقبات الأخرى، هناك اتفاقية التعاون النووي بين الولايات المتحدة والهند والتي أبرمت عام 2008، والتنازل المقدم للهند في العام نفسه من قبل مجموعة موردي المواد النووية، وكلاهما قد أتاح الفرصة للهند لتنعم بفوائد التعاون النووي، كما هو منصوص عليه بموجب معاهدة حظر الانتشار، دون الحاجة إلي انضمامها إلى المعاهدة. مثل هذا الترتيب يعتبر بمثابة حافزاً للدول غير الأطراف في المعاهدة للانضمام إلي نظام حظر الانتشار النووي.
وختاماً أقول، أن هناك عدداً قليلاً من الدول فقط استطاعت تطوير القدرة على إنتاج الأسلحة النووية منذ أن دخلت معاهدة حظر الانتشار النووي حيز النفاذ. وعلى الرغم من أن المعاهدة ليست هي السبب الوحيد ، فإن عدداً أكبر من الدول كان ليمتلك القدرة النووية لولا وجود تلك المعاهدة. وحتي يتسني لمعاهدة حظر الانتشار النووي الاستمرار في جعل العالم مكانا أكثر أمنا عما كان يمكن ان يكون الأمر خلاف ذلك، فإنني أكرر تأييدي لتوسيع دور وصلاحيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولمنح الأمن النووي نفس الأهمية التي تمنح للدعائم القائمة للمعاهدة وهي حظر الانتشار النووي ونزع السلاح والتعاون النووي السلمي.
Share: [addthis tool="addthis_inline_share_toolbox"]