من أجل تقبّل الطاقة النووية: يجب أن تختلف الاستراتيجيات

By Augustin Simo: AR, June 23, 2016

أعترف بصحة الاتهام الموجّه من زميلي في هذه المائدة المستديرة ستيفن ستار بأننا لا نرى أن هناك حاجة للقضاء على الطاقة النووية. فقد قال ستار إنني وسونيا شميد ومانبريت سيثي "قد نقترح سياسات جديدة أو إصلاحات تقنية للصناعة النووية، لكننا لن ندعوا إلى إلغاء هذه الصناعة". هذا صحيح تماما— فأنا لا أدعو إلى إلغاء هذه الصناعة التي يمكن أن تحسن بشكل كبير إمدادات الكهرباء في الدول النامية، حيث يوجد ملايين من الناس محكوم عليهم بالفقر إذا بقيت الطاقة اللازمة للتصنيع غير متوفرة.

الدول التي تشرع في برامج الطاقة النووية لديها عموما أسباب قوية لفعل ذلك— من بينها عدم وجود بدائل جيدة لتلبية احتياجاتها من الكهرباء. ويمكن أن تشمل الأسباب أيضا الثقة في سلامة المفاعلات النووية الحالية والثقة في أنه سوف تتوفر مفاعلات أكثر أمانا على المدى قريب. في معظم الحالات، عندما يدرك عامّة الناس الأسباب الكامنة وراء الحصول على الطاقة النووية، فسوف يدعمون قرار صانعي السياسات. ولذا فمن المهم للغاية أن تستوعب العامّة الجهود الجارية لتحسين سلامة المفاعلات، والتقدم الذي تم إحرازه في مجال السلامة منذ كارثة تشيرنوبيل؛ والخطوات التي اتُخذت منذ حادثة فوكوشيما لتجنب وقوع كارثة مماثلة في المستقبل.

غير أن الدول تُظهر مستويات متباينة للغاية فيما يتعلق بالتعليم والتقدم التكنولوجي، وبالتالي سوف تختلف استراتيجيات التواصل مع العامّة بشأن الطاقة النووية من بلد إلى آخر. على سبيل المثال، في الدول ذات القطاعات النووية الراسخة، توفر الصناعة النووية وظائف يحرص الناس ألا يفقدونها. لذا يمكن أن يشرح الموظفون، إذا كان هناك عدد كافٍ منهم، فوائد التقنية النووية للآخرين ضمن بيئاتهم الاجتماعية مما يحدث فرقا كبيرا في القبول العام. لكن في البلدان الأقل نموا، قد يكون الوضع مختلفا تماما. إذ يتطلب ذلك مستوى معين من التعليم لفهم التكنولوجيا وميزات السلامة النووية، لذلك في البلدان التي يكون سكانها أقل تعليما— يشمل ذلك عديد من دول قارتي الأفريقية— ينبغي أن يركز التواصل مع العامّة على موارد الطاقة المحلية وعدم قدرتها على توفير الكهرباء الكافية للتصنيع. إذا أدرك عامة الناس أن التصنيع لا يمكن أن يتقدم بدون الطاقة النووية، فسوف يدعمون الطاقة النووية على الرغم من احتمالية وقوع حوادث نووية— بنفس الطريقة التي يسافر بها الأشخاص جوا لأن الطائرات فقط هى التي يمكنها أن توفر الانتقال السريع بين القارات، على الرغم من أنه لا يمكن تجنب حوادث تحطم الطائرات تماما.

ينبغي على الأمم التي تسعى للحصول على الطاقة النووية لتحقيق أهدافها الإنمائية أن تتشارك عمليات صنع القرار مع الدول الأخرى التي توجد في أوضاع مماثلة. وفي الوقت نفسه، يجب أن تكون الهيئات التنظيمية النووية شفافة في تفاعلها مع العامّة. هذه الوكالات هى حلقة الوصل بين الصناعة النووية وعامّة الناس. فيجب أن تثبت دائما استقلالها وقدرتها على تنظيم الطاقة النووية بشكل مناسب.

حتى لو كانت هناك دول تتراجع عن الطاقة النووية، مثلما تفعل ألمانيا حاليا، فمن المرجح أن تزداد أعداد الدول المشغلة لقطاعات الطاقة النووية. سوف يزداد كذلك العدد الإجمالي للمفاعلات العاملة. وهذا ببساطة يرجع إلى أن العديد من الدول تعتبر الطاقة النووية عنصرا ضروريا موثوق به من أجل مزيجها لتوليد الكهرباء في المستقبل.



Topics: Nuclear Energy

 

Share: [addthis tool="addthis_inline_share_toolbox"]