The authoritative guide to ensuring science and technology make life on Earth better, not worse.
By Tatiana Anichkina: AR, November 10, 2014
كتب ليفيو هوروفيتس في الجولة الثانية يقول إنه لم يفهم لماذا يفضل "دعاة الاستقرار"، من أمثالي أنا و وو ريكيانج، نزعا كاملا للسلاح النووي. إن نزع السلاح، في رأيه، سوف "يعرض روسيا والصين إلى التفوق العسكري التقليدي للولايات المتحدة " (إلا إذا تم تأسيس حكومة عالمية أو تم القضاء على الأسلحة بجميع أنواعها). كما ساوى هوروفيتس أيضا بين الاستقرار الاستراتيجي وبين التدمير المؤكد المتبادل— لكنهما ليسا شيئا واحدا بأي حال. وقد يفسر إخفاق هوروفيتس في التمييز بين الاثنين عدم قدرته على فهم كيف يمكن لـ "دعاة الاستقرار" أن يفضلوا نزع السلاح.
عندما كتب هوروفيتس يقول إن التدمير المؤكد المتبادل هو "المعروف أيضا بـ"الاستقرار الاستراتيجي"، فقد فشل في الاعتراف بأن معظم المفاهيم الحديثة عن الاستقرار الاستراتيجي تشمل الكثير إلى جانب الأسلحة النووية بعيدة المدى التي تعتبر ضرورية للتدمير المؤكد المتبادل. فهى تشمل أيضا الدفاع الصاروخي والأسلحة التقليدية الدقيقة والأسلحة الفضائية والأسلحة النووية التكتيكية، وهلم جرا. إضافة إلى ذلك، فشل هوروفيتس في الاعتراف بأن الاستقرار الاستراتيجي، على حد تعبير وو، هو "وسيلة لا غنى عنها لمنع سباق التسلح النووي في وقت السلم ومنع نشوب حرب نووية أثناء الأزمات". ليس المقصود بالاستقرار الاستراتيجي هو كم عدد المرات التي يمكن أن تقوم فيها القوى النووية بتدمر بعضها البعض. ولكن يقصد به كيفية تجنب التدمير في المقام الأول. هذا بالضبط هو السبب وراء تقدير "دعاة الاستقرار" للاستقرار الاستراتيجي.
وقد يفضل "دعاة الاستقرار" أيضا نزعا كاملا للسلاح، لأنهم يدركون الأخطار الناجمة عن الأسلحة النووية. لكن نزع السلاح ليس غاية في حد ذاته بالنسبة للدّاعين إلى الأمن. فهو أمر يجب الدعوة إليه إذا ما جعل العالم أكثر استقرارا وأمانا. ومع ذلك فقبل أن يتمكن نزع السلاح من جعل العالم أكثر أمانا، لا بد من إعادة هيكلة التدابير الأمنية العالمية. إذ يجب على النظام الدولي التأكد من أن جميع الدول تتمتع بالأمن بشكل متساوي. فلن يقوم خبير في الحد من التسلح يتمتع بالحصافة—سواء كان روسيا أو صينيا أو أمريكيا— بالجدال من أجل نزع كامل للسلاح إذا أدى ذلك إلى إنخفاض الأمن.
بيئة مضطربة. جادلت أنا و وو طوال هذه المائدة المستديرة بأن نشر الدفاعات الصاروخية الأمريكية يقوض الاستقرار الاستراتيجي. إذا استمرت الولايات المتحدة في نشر مزيد من الدفاعات الصاروخية، ولم تتمكن روسيا والصين من مواجهة هذا الانتشار بطريقة تحافظ على التوازن الاستراتيجي داخل المثلث الأمريكي-الروسي-الصيني، فستكون النتيجة هى أزمة في العلاقات السياسية-العسكرية بين الدول الثلاث. وهذا لا يعني بالضرورة أن تقوم روسيا والصين بتشكيل تحالف سياسي-عسكري والاستعداد للمواجهة مع الولايات المتحدة. بل يعني أن البيئة السياسية والنفسية ستكون مضطربة.
إن ذلك سيكون سيئا بالنسبة لجميع الدول المعنية— بما في ذلك دولة هوروفيتس، رومانيا. لذا، عندما يجادل هوروفيتس بأن نشر الدفاعات الصاروخية الأمريكية تساهم في أمن حلفاء الولايات المتحدة بمعنى أنها تعزز من ضمانات واشنطن الأمنية، فإنه بذلك ينظر إلى جزء واحد فقط من الصورة. إذا نجحت الولايات المتحدة في بناء نظام دفاع صاروخي فعال بدون اشراك روسيا في الأمر، فإن بناء فضاء أمني مشترك في أوروبا سيكون صعبا للغاية. وسيتم إنشاء خطوط تقسيم جديدة. لذا يصعب فهم كيف يمكن أن يخدم ذلك مصالح دولة مثل رومانيا.
Topics: Nuclear Weapons
Share: [addthis tool="addthis_inline_share_toolbox"]