The authoritative guide to ensuring science and technology make life on Earth better, not worse.

الردع المصاحب لنزع السلاح

By Polina Sinovets: AR, July 3, 2014

أعربت زميلتي سلمى مالك في مقالها الثالث، عن أملها في أنه "إذا اكتسبت النساء مزيدا من النفوذ على سياسة الأسلحة النووية، فربما يتعلم العالم أن "ينسى" الأسلحة النووية تماما". وبالنسبة لمالك، فإن "نسيان" الأسلحة النووية يعني تحقيق نزع كامل للسلاح. لكن هناك معنى آخر يُعد فيه "نسيان" الأسلحة النووية أمرا خاطئا للغاية.

عندما كنت في السابعة من العمر، حدثتنا معلمة فصلي المدرسي عن الأسلحة النووية. حيث قالت إن الولايات المتحدة قد صنعت قنبلة نووية فعالة للغاية وتخطط لاستخدامها في اليوم التالي— ضد الإتحاد السوفيتي، وبالتالي ضدي أنا وزملائي. ثم أردفت المعلمة قائلة:"لكن لا تقلقوا، فالاتحاد السوفيتي لديه نفس النوعية من القنابل، وسوف يستخدمها في نفس اللحظة التي سيقوم الأمريكان باستخدامها. وبالتالي سيتم تدمير العالم أجمع".

لذلك، فإن أول اصطدام لي بمفهوم الأسلحة النووية دفعني إلى الاعتقاد بأن العالم سوف يموت في اليوم التالي. وحتى في الوقت الحاضر، فإن التفكير في الأسلحة النووية يثير لدىّ نفس الخوف الذي شعرتُ به حينئذٍ. ربما تكون معلمتي قد أخطأت بتخويف مجموعة من الأطفال الحساسين بشكل سيء للغاية، لكني مع ذلك أعتقد أن الاستجابة الصحيحة للأسلحة النووية هى الخوف المتأصل في النفس.

كما أعتقد أيضا أن الأسلحة النووية تقدم مساهمة كبيرة للبشرية— إلى الحد الذي جعلها تمنع نشوب الحروب من خلال ما توحيه من مشاعر رعب متعمقة في النفس.

في عام 1988، تبادلت مارجريت تاتشر وجينادي جيراسيموف، المتحدث باسم وزارة الخارجية السوفيتية، على التلفاز وجهات النظر المتعلقة بالأسلحة النووية. قال جيراسيموف، في إشارة إلى شكوك تاتشر حول نزع السلاح في أوروبا،” أنتم لا تؤمنون بعالم خالٍ من الأسلحة النووية، لذا فإن مهمتنا هى إقناعكم بعقيدتنا”. بعد ذلك ببضع ساعات، ردت  تاتشر في برنامج آخر بقولها: "أنا أريد أوروبا خالية من الحروب، ولا أعتقد أن أوروبا الخالية من الأسلحة النووية، ستكون خالية من الحروب… إن الأسلحة النووية قد حافظت على السلام في أوروبا الغربية لمدة 40 عاما”.

لقد مرّ أكثر من 25 عاما على هذا الحديث، لكني أعتقد الآن، كما اعتقدت تاتشر حينئذٍ، أن الأسلحة النووية تمنع البشرية من تدمير نفسها في حرب عالمية. وبرغم ذلك، يعد الردع النووي أمرا ضعيفا للغاية— ومقدّر له أن ينهار مع عواقب مميتة، إذا ما تركت مسؤولية رعايته فقط إلى الرجال الذين وصفتهم كارول كوهن في مقالها "الجنس والموت في العالم العقلاني للمثقفين المدافعين (عن الأسلحة)". في الواقع، ينبغي التعامل مع الردع من خلال مراعاة "التداعيات عاطفية" للحرب النووية، كما ذكرت كوهن. يجب الأخذ في الاعتبار النهج "الأنثوي" لسيدات مثل ريبيكا جونسون، المديرة التنفيذية لمعهد أكرونيم لدبلوماسية نزع السلاح، والتي تُذكّر العالم باستمرار بالعواقب المدمرة التي قد تنتج عن التفجيرات النووية. إنها تعبر عن الحرب النووية بعبارت بشرية—على سبيل المثال، ذكرت أنه إذا تم إطلاق صواريخ نووية من غواصة واحدة فقط من غواصات ترايدنت البريطانية على موسكو، فيتوقع أن يسفر ذلك عن موت 5,4 مليون شخص في غضون بضعة أشهر. تعمل جونسون على التأكد من أن الأسلحة النووية تثير الرعب في نفوس العامّة— نفس الرعب الذي شعرتُ به عندما كنت فتاة صغيرة. أما بالنسبة لـ"الرجال البيض الذين يرتدون رابطات عنق ويناقشون أحجام الصواريخ" كما وصفتهم كوهن، فيجب أن يشعروا أيضا بهذا الرعب ويشاركوا في المسؤولية تجاهه.

إن وظيفة الردع النووي هى منع الحروب الكبرى. ويمكن تحقيق ذلك إلى الأبد إذا تم التعامل مع الردع من خلال شعور أنثوي بخسائر الحرب النووية— وفي نفس الوقت، إذا تم تخفيض الترسانات النووية بشكل كبير. يجب علينا ألا ننسى الخوف أبدا.



Topics: Nuclear Weapons

 

Share: [addthis tool="addthis_inline_share_toolbox"]