The authoritative guide to ensuring science and technology make life on Earth better, not worse.

تكاليف ومخاطر كثيرة ومكاسب قليلة

By Hui Zhang: AR, May 28, 2015

قال بالديف راج وبي.آر.فاسوديفا راو في مقالهما الثالث إنهما حدّدا "عدة أخطاء فنية" في مقالي الثاني. وأنا أعتبر قولهما مضللا.

على سبيل المثال، قلتُ إن "النفايات عالية المستوى الإشعاعي، والنفايات متوسطة المستوى الإشعاعي طويلة العمر، والنفايات منخفضة المستوى الاشعاعي [الناجمة عن إعادة معالجة البلوتونيوم وإعادة تدويره] … يجب أن تدفن في النهاية، وبالتالي فإن إعادة المعالجة لا تلغي الحاجة إلى وجود مستودعات". وردّ راج وراو بأن "النفايات عالية المستوى الإشعاعي فقط هى التي تتطلب الدفن في مستودعات جيولوجية عميقة. إذ يمكن دفن النفايات متوسطة المستوى الإشعاعي في مستودعات سطحية". لكن النفايات متوسطة المستوى الإشعاعي طويلة العمر الناجمة عن إعادة معالجة البلوتونيوم وإعادة تدويره يجب في الواقع أن تُدفن في مستودع عميق (إذ إن المستودعات السطحية تلائم النفايات المشعة قصيرة الأجل). ومع ذلك، كانت نقطة تركيزي الأساسية هى أن إعادة المعالجة لا تلغي الحاجة إلى وجود مستودعات. لكن راج وراو تجاهلا هذه الفكرة من الأساس.

قدّم راج وراو أيضا وصفا خاطئا لحجتي القائلة بأن طاقة مستودع النفايات عالية المستوى الإشعاعي، الذي تدرس الصين إقامته في مقاطعة قانسو، سوف تتضاعف ببساطة إذا تم فصل جميع عناصر ما بعد اليورانيوم عن النفايات النووية— وأن نفس هذه الزيادة يمكن تحقيقها عن طريق الانتظار 100 سنة قبل دفن النفايات. لكن راج وراو اعترضا على قولي من خلال مقارنة سمّية النفايات التي أُعيدت معالجتها بسمّية النفايات التي لم يتم إعادة معالجتها. لكن تركيزي في مقالي الثاني كان منصبّا على تخفيض حجم النفايات التي تدرس الصين وضعها في مستودع قانسو. ولم أتطرق مطلقا إلى موضوع السمّية.

وعموما فيما يتعلق بكميات النفايات النووية، أنا أتفق مع زميلي في هذه المائدة المستديرة كلاوس جانبيرج، الذي كتب في مقاله الثاني أن الحساب الكامل لكمية النفايات المرتبطة بإعادة المعالجة والمفاعلات المولدة السريعة تجعل دورة وقود المرة الواحدة "أفضل كثيرا".

خيار سهل. في الآونة الأخيرة، جادل مؤيدو مفاعلات النيوترونات السريعة إنه بإمكان المفاعلات المولدة السريعة وإعادة المعالجة الحد من المخاطر طويلة الأجل المرتبطة بدفن النفايات عالية المستوى الاشعاعي. لكن هذه المكاسب على المدى الطويل تقابلها مخاطر وتكاليف على المدى القصير. على سبيل المثال، يجادل مؤيدو المفاعلات السريعة بأنه يمكن الحد من المخاطر المتعلقة بالتسرب في المستودعات الجيولوجية إذا تم تحويل (أو انشطار) جميع نظائر البلوتونيوم طويلة الأجل وعناصر ما بعد اليورانيوم الأخرى الموجودة في الوقود المستهلك، مما يقلل بشكل كبير من الجرعات الإشعاعية التي يمكن أن تنفذ نتيجة أي تسرب. لكن الدراسات تشير إلى أن نواتج الانشطار والتنشيط طويلة العمر في الوقود المستهلك— وليس النظائر التي يمكن انشطارها بواسطة المفاعلات السريعة وإعادة المعالجة— هى السائدة في الجرعات الإشعاعية التي يمكن أن تنفذ عن طريق التسرب. وفي الحقيقة، البلوتونيوم غير قابل للذوبان في المياة الجوفية العميقة. لذلك، فإن إعادة المعالجة لا تقدم أية فوائد واضحة على المدى الطويل بشأن خفض الجرعات المسربة من النشاط الإشعاعي— لكنها تشتمل على انبعاثات اعتيادية للغازات المشعة طويلة العمر من الوقود المستنفد. إن إعادة المعالجة تزيد أيضا من خطر إمكانية انفجار خزانات النفايات السائلة عالية المستوى الاشعاعي. (ومن نفس المنطلق، يجادل مؤيدو مفاعلات النيوترونات السريعة بأن إعادة المعالجة يمكن أن تقلل من تعرض البشر للإشعاع، وذلك عن طريق تقليل الحاجة لاستخراج اليورانيوم. لكن أي فائدة جرّاء ذلك ستكون عديمة المنفعة لأن عملية إعادة معالجة البلوتونيوم وإعادة تدويره نفسها تعرض العاملين والجمهور للإشعاع. باختصار، ستكون الآثار النهائية سلبية للغاية).

وفي الوقت نفسه، فإن جميع برامج إعادة المعالجة ومفاعلات النيوترونات السريعة، التي هى قيد الدراسة حاليا، تزيد بشكل كبير التكاليف الاقتصادية للطاقة النووية. وهذا يعني أن صناع القرار النووي يجب أن يختاروا بين تحقيق تخفيضات ضئيلة إلى حد ما في المخاطر طويلة الأجل المرتبطة بالنفايات النووية— وبين تحقيق مكاسب قصيرة الأجل تتعلق بمجالات السلامة والأمن والصحة البشرية والبيئة. إن الخيار يبدو واضحا نوعا ما. في عام 1996، خلصت الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، استنادا إلى استعراض حول تكاليف وفوائد برامج إعادة المعالجة ومفاعلات النيوترونات السريعة، إلى أنه "لا تبدو أي من تخفيضات الجرعات كبيرة بما فيه الكفاية لتبرير النفقات ومخاطر التشغيل الإضافية لعملية التحويل". وهذه التقديرات لا تزال صالحة حتى اليوم.

أخيرا، أكد راج وراو على أنني وجانبيرج لم نفنّد حجتهما بأن "الجيل الحالي يحمل التزاما أمام الأجيال القادمة بعدم استنزاف موارد اليورانيوم في العالم". بدلا من ذلك، قال راج وراو بأنني وجانبيرج ركزّنا "على المسائل الاقتصادية وقضايا النفايات وكذلك على برنامج الأسلحة النووية للهند…". لكن لم لا ينبغي أن نناقش أنا وجانبيرج قضايا مثل الاقتصاد والنفايات والانتشار النووي—والتي يجب معالجتها على نحو مرضٍ إذا أردنا تحقيق نظم مستدامة للطاقة النووية؟ وحتى لو أعطينا نفس القدر من الاهتمام إلى توافر اليورانيوم في المستقبل كما يودّ راج وراو، هل ستكون إعادة المعالجة مقبولة إذا ظل اليورانيوم متوفرا بأسعار زهيدة، كما يبدو مرجحا، على مدى السنوات الطويلة القادمة؟


Share: [addthis tool="addthis_inline_share_toolbox"]