The authoritative guide to ensuring science and technology make life on Earth better, not worse.
By Nilsu Goren: AR, April 25, 2016
بالنسبة للمتابعين لشؤون تركيا السياسية ، كانت قمة الأمن النووي 2016 ملفتة للانظار بسبب ذلك المشهد الذي وقع في مؤسسة "بروكينجز" بواشنطن، عندما حاول حرس الرئيس رجب طيب اردوغان منع بعض الصحفيين من تغطية خطاب الرئيس التركي. على الجانب الآخر ، وفي خارج المبنى، تشابك حرس اردوغان مع بعض المحتجين الذي نعتو الرئيس بالارهابي في هتافاتهم.
اما بالنسبة لغير المهتمين بأمور تركيا السياسية، فإن القمة بالنسبة لهم قدمت بعض الاجتماعات بشأن الأمن النووي – كما تمكنو من معرفة ما انجزته القمم ومالذي لم تتم معالجته بعد.
وفي هذه المائدة المستديرة، اتفق المشاركون بأن مسألة تأمين المواد النووية لا تزال بحاجة الى بذل المزيد من الجهد، لكنهم اختلفوا بشأن الكيفية التي يتوجب على المجتمع الدولي تطبيقها للحفاظ على التقدم المحرز بعد انتهاء القمم. وعلى وجه الخصوص، ما هو مقدار الاهتمام الذي يجب ان يوليه زعماء الدول للمضي قدماً بالعملية التي بدأتها القمم؟ وهل سيواصل المجتمع الدولي اهتمامه بالشأن النووي اذا لم يجتمع زعماء العالم كل عام للالتقاط "صورة جماعية"؟ ولقد لاحظت ان زميلي في هذه المائدة المستدير، مايكل فاشيز، لديه بعض الشكوك ازاء ذلك. لكنني ارى ان المجتمع الدولي سيواصل اهتمامه بالأمر – والفضل في ذلك يرجع الى قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تنسيق الجهود العالمية في شأن الأمن النووي، وقدرتها على طلب عقد اجتماعات على المستوى الوزاري.
بدء الإجراءات! لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تكون الجهة الوحيدة التي ستضطلع بمسؤولية المضي قدماً بالعملية التي بدأتها القمم. وحقيقة، يجب على القائمين على قمة 2016 قراءة ما جاء في مقال زميلي هوبرت فوي في الجولة الأولى من هذه المائدة المستديرة، وذلك حينما اقترح بأن تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية والشرطة الجنائية الدولية "الانتربول" بمواصل العملية التي بدأتها القمة. وفي واشنطن، اعلن القائمون على القمة عن خطط عمل تضطلع بها هاتين الجهتين، كما اعلنوا عن خطط عمل أخرى تعمل على تنفيذها الأمم المتحدة والمبادرة العالمية لمكافحة الارهاب النووي، والشراكة الدولية لمكافحة انتشار أسلحة مواد الدمار الشامل.
وتضع خطط العمل هذه، بحسب ما قاله زميل فاشيز، اهدافاً واضحة لكل جهة. علاوة على ذلك، فقد حددت خطط العمل هذه مهاماً تتعلق بالأمن النووي يتم توزيعها على المنظمات والجهات كل حسب تخصصه. فعلى سبيل، سيقوم الانتربول، من خلال وحدة منع الارهاب الاشعاعي والنووي التابعة له، بتولي زمام الأمور في القضايا المتعلقة بالارهاب الاشعاعي والنووي. بينما ستقوم الشراكة العالمية، بالمساعدة في تنفيذ "سلات الهدايا" – ويقصد بسلات الهدايا تلك الآليات التي التزمت بموجبها العديد من الدول المشاركة في القمة باتخاذ إجراءات محددة في شأن الأمن النووي.
ولكن مجدداً، ما هي تحديداً صفة الأشخاص الذين سيجتمعون لمناقشة الأمن النووي بعد انتهاء القمم، وأين ستعقد تلك الاجتماعات؟
جاء في البيان الختامي لقمة عام 2016 ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستسضيف الاجتماعات المستقبلية للمشاركين في القمم. ورغم ان زميلي فاشيز أكد في مقالتيه ان عقد اية اجتماعات بدون مشاركة رؤوساء الدول لن تجدي نفعاً في الحفاظ على الحراك الحالي للأمن النووي، الا أنني ارى ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومؤتمراتها هي الآلية الصحيحة للحفاظ على التقدم الذي احرزته القمم ومتابعة الإلتزامات التي أعلنت عنها الدول.
ومن المقرر أن يشارك في قمة عام 2016 جهات مرتبطة ارتباطا وثيقاً بقضية الأمن النووي – وسيتخلل القمة عقد اجتماعات على مستوى الوزارء تقود في نهاية المطاف الى الإعلان عن التزامات سياسية. كما ستشمل القمة اجتماعات علمية وتقنية تركز على الجوانب الفنية والقانونية والتشريعية للأمن النووي. وهذا التنظيم في حد ذاته طريقة مبتكرة للفصل بين النقاشات السياسية عالية المستوى التي يشارك فيها وزارء ومسؤولين رفيعي المستوى، وبين التقييمات المفصلة وخطط العمل التي تناقش بشكل مستفيض ومنظم من قبل الخبراء الفنيين والقانونيين.
كان المقصد الأساسي من عقد القمم توجيه الانتباه عند أعلى المستويات الى قضية الأمن النووي. لكن العملية بلغت نهاية دورة حياتها، ومن غير المجدي عقد اية قمم إضافية، والواجب الآن بدأ تنفيذ الإلتزامات التي صدرت عن القمة، بما في ذلك "سلات الهدايا".
لكن تبقى هناك ثمة اشكالية تتعلق بطبيعة مجال الأمن النووي الذي سرعان ما تضمحل المبادرات الصادرة في شأنه، ويذهب أثر الاجتماعات المنعقدة لأجله أدراج الرياح. لذلك فإن توزيع الأعمال على المؤسسات كل حسب تخصصه – بحسب ما جاء في خطط العمل – يشكل عاملاً جوهرياً في ضمان تحويل الإلتزامات الى واقع ملموس.
لقد توصلت الدول المشاركة في القمة الى اتفاق سياسي يقضي باعتبار الإرهاب النووي مصدر خطر حقيقي يحتاج الى تدخل فوري. لذا يتعين على المنظمات المعنية متابعة تنفيذ الدول للالتزامات التي قطعتها على نفسها. فالتنفيذ اليومي "لسلات الهدايا" أوقع اثراً من لغة البيانات الختامية المشتركة.
Topics: Nuclear Energy, Nuclear Weapons
Share: [addthis tool="addthis_inline_share_toolbox"]