The authoritative guide to ensuring science and technology make life on Earth better, not worse.
By Wang Haibin: AR, March 6, 2016
من الضروري ان يستهلك البشر الموارد الطبيعية من أجل البقاء، ولذلك فهم يتسببون في انتاج الملوثات الكربونية. وكلما زاد حجم السكان، زادت حجم الانبعاثات الكربونية وزادت معها أثارها المدمرة على البيئة.
ونظرتي هذه حول العلاقة بين السكان وابنعاثات الكربون تشاؤمية بما لا يدع مجالا للشك – ويبدو ان زميلي في هذه المائدة المستديرة يشاطرونني الرأي ذاته.
بيد أن الخيار الأكثر تفاؤلاً يكمن في الفكرة بأن البشر انفسهم، بحسب كلمات الاقتصادي الراحل جوليان سيمون، هم "المَورِد المطلق". وقد يذهب المتفاؤلون الى القول بأنه على الرغم من أن الناس يستهلكون الموارد الطبيعية ويتسببون في حدوث التلوث، الا انه في النهاية يكون نفعهم فيما يفعلونه أكبر من الضرر الناتج عن استهلاكهم لهذه الموارد الطبيعية. وسيتمكن الناس في نهاية المطاف من ايجاد الحلول للتغلب على مشاكل التلوث- بل سيتمكنون من تحويل الملوثات الى مصادر ذات قيمة.
وهذان الرأيان المتعارضان يشتركان في أمر واحد: وهو أن كلاهما استبداديين. وعادة ينطوي على تطبيق الحلول الاستبدادية على قضية النمو السكاني ظهور العديد من الاشكاليات.
في الصين، على سبيل المثال، نفًذَ القادة السياسيون على مدار عدة عقود مضت مجموعتان من السياسيات ذات صلة بالسكان. وعلى الرغم من اختلافهما الشديد الا انهما اشتركا في كونهما استبداديين ويترتب على تنفيذها بعض الإشكاليات. ففي ظل حكم مياو زيدونج، اعتبرت الحكومة الصينية انه كلما زاد حجم السكان اصبح الشعب اكثر اقتداراً وقوة. لذلك وضعت الحكومة سياسات تسمح وتشجع الأسر على انجاب المزيد من الاطفال. ولكن وفي اواخر السبعينيات ومع بداية الثمانينيات غيرت الحكومة من توجهها، معتبرة ان الزيادة في حجم السكان شكلً عبأ على الاقتصاد الوطني والبنية الاجتماعية. لذلك نفًذَت بكين سياسة الطفل الواحد القسرية – والتي ثار بشأنها جدلاً واسعاً وقوبلت باستياء عام. وفي عام 2010، وبعد ان ادركت الحكومة أن عدد السكان المسنين يزيد بمعدل سريع وان العائد الديمغرافي آخذ في الانخفاض، أجرت تعديلاً تخفيفياً على سياسة الطفل الواحد بسماحها للأزواج بإنجاب طفلين – بشرط ان يكون أحد الزوجان الطفل الوحيد في أسرته. وبعد ذلك بفترة خففت القيود أكثر ونفذت سياسة "طفلان لكل أسرة".
وحقيقة، فإن النمو السكاني قد تكون له فوائده القيمة فيما يتعلق بالتخفيف من اثار تغير المناخ وقد يكون بمثابة عائق امام ايجاد حل لهذه المشكلة. والعامل الرئيس في قضية تخفيف اثار تغير المناخ يكمن في تطييق الحوكمة الرشيدة في المجتمعات من عدمه.
ففي ظل الحوكمة السيئة، يترتب على زيادة عدد السكان حدوث مزيد من التلوث على الأرجح. وطالما كان الأمر مجرد صراع من أجل البقاء، لن يكون امام الناس سوى خيار واحد وهو استهلاك الموارد الطبيعية المتاحة امامهم، دون النظر الى اية عواقب ناجمة عن استهلاكهم غير المستدام والتلوث الناجم عن طريقة استهلاكهم للأشياء. فإذا كان الفحم ، وخاصة ذاك النوع الردئ، هو ارخص انواع مصادر الطاقة المتاحة ، سيتهلكه الناس دون اية اعتبارات. علاوة على ذلك، فان شعوب البلدان المفتقرة الى الحوكمة الرشيدة يرون ان الموارد ستشح في المستقبل، وهم لا يثقون في قدرة المجتمع على رعايتهم عندما يتقدم بهم العمر. لذلك، وبسبب خوفهم على وضعهم في المستقبل، يعمدون الى انجاب مزيد من الابناء وهم في مرحلة الشباب، وهذا يؤدي الى حدوث نمو سريع في حجم السكان.
في المقابل، وفي ظل الحوكمة الرشيدة، تسود حالة من الاستقرار بالمجتمعات. وتكون المواد الضرورية متاحة بوفرة. وبكل تأكيد يتسبب ذلك في زيادة انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في الوقت الراهن. ولكن وفي الوقت ذاته فإن ذلك سيفسح المجال امام الناس لحل المشاكل والاسهام في الرفاهية المستقبلية. قد لا يكون الناس هم "المورد المطلق" دائماً كما يريدهم سيمون. ولكن اذا ما تم تحقيق الاستفادة القصوى من الموهبة والمعرفة البشرية سيكون بوسع الناس توسيع نطاق الموارد القابلة للاستخدام باستمرار وتحقيق الاستفادة القصوى من المورد ، مع خفض نسبة التلوث في ذات الوقت – بما في ذلك التلوث الناجم عن انبعاثات الكربون. في مجتمعات كهذه، فان زيادة اعداد السكان تزيد من فرص اكتشاف الحلول الناجعة للتحديات التي تواجههم. وتحرر الحوكمة الرشيدة الناس من مشاعر الخوف والقلق، وتمنحهم الوقت والموارد، على سبيل المثال، لاستبدال الوقود الاحفوري بمصادر الطاقة ذات الانبعاث الكربوني المنخفض.
وبما ان جزء من ظاهرة الاحتباس الحرري على الاقل من صنع الانسان، فلا بد ان يغير الأفراد من سلوكهم بطرق معينة. ولا ينبغي القاء اللائمة على العوام في حدوث ظاهرة التغير المناخي. فالسبب الرئيس يكمن في الحوكمة السيئة. وما يجب احتوائه حقا هي مشلكة الافتقار الى الحوكمة الرشيدة وليس النمو السكاني.
لذلك، في حين تروج زميلتي اليشا لفكرة "الجنس صديق البيئة" كعامل رئيس للتخفيف من ظاهرة تغير المناخ، أرى انه من الافضل الترويج لفكرة "الإدارة العامة صديقة البيئة"، والتي تشمل توفير التعليم الجيد وانظمة الرفاء الاجتماعي. وارى ان تطبيق الإدارة صديقة البيئة في جميع انحاء العالم من انجع الحلول التي يمكن تطبيقها للتخفيف من اثار تغير المناخ دون غيره.
Topics: Climate Change
Share: [addthis tool="addthis_inline_share_toolbox"]